0.4 سم مكعب متوسط

ارتفاع ضغط الدم: آلية ونهج لحماية الأعضاء المستهدفة

المتحدث: دكتور رامكومار سوندارابيرومال

رئيس قسم الطب الباطني وأخصائي الطب الباطني، مستشفى زليخة، دبي

تسجيل الدخول للبدء

وصف

ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تتميز بارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم. تتضمن الآلية الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم زيادة في مقاومة الأوعية الدموية الطرفية و/أو زيادة في النتاج القلبي. يمكن أن تساهم عدة عوامل في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك العمر والتاريخ العائلي والسمنة وقلة النشاط البدني والتدخين. يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم تلفًا في الأعضاء المستهدفة مثل القلب والكلى والدماغ، مما يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي والسكتة الدماغية. تتضمن الإدارة الفعالة لارتفاع ضغط الدم استهداف الآلية الكامنة وتطبيق تدابير لحماية الأعضاء المستهدفة من التلف. يتمثل الركيزة الأساسية لإدارة ارتفاع ضغط الدم في تعديلات نمط الحياة، بما في ذلك فقدان الوزن وممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. بالإضافة إلى تعديلات نمط الحياة، تُستخدم أيضًا التدخلات الدوائية لإدارة ارتفاع ضغط الدم. يمكن تصنيف الأدوية الخافضة للضغط بناءً على آلية عملها، بما في ذلك مدرات البول وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).

ملخص

  • ضغط الدم هو القوة التي يبذلها الدم الدائر على جدران الأوعية الدموية، وهو ضروري للحفاظ على دوران الدم في جميع أنحاء الجسم. يُحدد ضغط الدم بشكل أساسي بعاملين رئيسيين: النتاج القلبي (كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة) والمقاومة الوعائية الطرفية (مقاومة تدفق الدم في الشرايين). تُنظم هذه العوامل عدة آليات، منها الجهاز العصبي الودي، ونظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون، ووظيفة الخلايا البطانية، والمواد الفعالة في الأوعية الدموية.
  • يلعب نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS) دورًا محوريًا في تنظيم ضغط الدم. فعند انخفاض تروية الكلى، يُطلق الجهاز الكبيبي المجاور الرينين، الذي يُحوّل مُولِّد الأنجيوتنسين إلى أنجيوتنسين 1. ثم يُحوّل الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين (ACE) أنجيوتنسين 1 إلى أنجيوتنسين 2، وهو مُضيّق قوي للأوعية الدموية. كما يُحفّز أنجيوتنسين 2 إطلاق الألدوستيرون، مما يؤدي إلى احتباس الصوديوم والماء، مما يزيد من ضغط الدم.
  • وظيفة الخلايا البطانية، وخاصةً إنتاج أكسيد النيتريك، ضرورية للحفاظ على قوة الأوعية الدموية. انخفاض توافر أكسيد النيتريك، غالبًا بسبب الإجهاد التأكسدي، يمكن أن يزيد من مقاومة الأوعية الدموية ويساهم في ارتفاع ضغط الدم. كما تؤثر مواد أخرى نشطة وعائية، مثل مستقلبات حمض الأراكيدونيك، وجزيئات الأكسجين التفاعلية، والببتيدات النشطة وعائية، والجسيمات الدقيقة، على قوة الأوعية الدموية، ويؤدي خللها إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • يُعرَّف ارتفاع ضغط الدم بأنه مستوى ضغط دم تفوق فيه فوائد العلاج مخاطره. ويختلف الحد التشخيصي باختلاف طريقة القياس. وتُعتبر قراءات ضغط الدم في العيادة التي تزيد عن 140/90 ملم زئبق، أو قراءات ضغط الدم أثناء المشي على مدار 24 ساعة التي تزيد عن 130/80 ملم زئبق، أو قراءات ضغط الدم المنزلية التي تزيد باستمرار عن 135/85 ملم زئبق، مؤشرات عامة على ارتفاع ضغط الدم. ويتطلب قياس ضغط الدم بدقة تقنية مناسبة، بما في ذلك استخدام مقاس مناسب للسوار، والتأكد من وضع المريض الصحيح، وتجنب الكافيين أو التدخين مسبقًا.
  • يُعد ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية عالمية خطيرة، إذ يصيب نسبة كبيرة من البالغين فوق سن الستين، ويساهم في ملايين الوفيات سنويًا. يُعدّ تعديل نمط الحياة، بما في ذلك إنقاص الوزن، وتقليل تناول الصوديوم، وزيادة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، والاعتدال في تناول الكحول، أمرًا ضروريًا لإدارة ارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن تأثيره غالبًا ما يكون محدودًا. تختلف الإرشادات (ACC/AHA مقابل ESC) في أهداف ضغط الدم، ولكن بشكل عام، يُنصح بأن يكون هدف ضغط الدم أقل من 130/80 ملم زئبق لمعظم المرضى.
  • تتنوع خيارات العلاج الدوائي لارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs)، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرات البول، وحاصرات بيتا، وغيرها. غالبًا ما تُعدّ مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ARBs) الخيار الأول، تليها مدرات البول أو حاصرات قنوات الكالسيوم. يبدأ العلاج عادةً بدواء أو دواءين، ثم يُزاد حسب الحاجة للوصول إلى ضغط الدم المستهدف. أما ارتفاع ضغط الدم المقاوم، وهو ضغط دم غير منضبط رغم استخدام ثلاثة أدوية، فيتطلب فحصًا لأسباب ثانوية.
  • يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه إلى تلفٍ كبيرٍ في الأعضاء المستهدفة، مما يؤثر على الكلى (مرض الكلى المزمن)، والقلب (تضخم البطين الأيسر، قصور القلب)، والدماغ (السكتة الدماغية)، والعينين (اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم). يُعدّ الكشف المُبكر والإدارة الفعّالة لارتفاع ضغط الدم أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من هذه المضاعفات. يُفرّق بين ارتفاع ضغط الدم المُقنع (ارتفاع ضغط الدم في العيادة، وطبيعي في المنزل)، وارتفاع ضغط الدم المُقنع (ارتفاع ضغط الدم في العيادة، وطبيعي في المنزل)، ونوبات ارتفاع ضغط الدم التي تتطلب تدخلًا فوريًا.

تعليقات