يُعد سرطان القولون ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالميًا، وثاني أكثر أسباب الإصابة بالسرطان شيوعًا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. ويمكن الوقاية من نسبة كبيرة من حالات سرطان القولون من خلال تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، مما يُبرز التأثير المباشر للخيارات الغذائية على صحة الأمعاء.
في حين أن الأسباب الدقيقة للسرطان لا تزال غامضة، إلا أن الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية، بما في ذلك النظام الغذائي، تلعب دورًا حاسمًا. ورغم أن الجينات ثابتة، إلا أن تعديل العوامل البيئية، وخاصة النظام الغذائي، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بالسرطان.
غالبًا ما ينطوي تطور السرطان على مسارات التهابية وأكسدة تُعطّل تكاثر الخلايا الطبيعي، مما يؤدي إلى طفرات جينية، وفي النهاية، إلى السرطان. يتطلب منع أو تقليل خطر الإصابة بالسرطان فهم العوامل المسببة للالتهاب والإجهاد التأكسدي.
يؤثر النظام الغذائي بشكل مباشر على سرطان القولون، وذلك بسبب ملامسة الطعام لبطانة الجهاز الهضمي. ورغم أن الأخطاء الغذائية العرضية لا تُسبب ضررًا مباشرًا، إلا أن التعرض المستمر للمواد المسرطنة يزيد من خطر الإصابة. تُركز الدراسات بشكل رئيسي على العلاقة بين أنواع الطعام وتطور السرطان، نظرًا للقيود الأخلاقية التي تمنع إجراء دراسات سببية مباشرة.
يوضح تسلسل الورم الغدي والسرطاني تطور الورم من بطانة طبيعية إلى ورم غدي ما قبل السرطان، ثم إلى السرطان، وهي عملية قد تستغرق سنوات. يتيح هذا الإطار الزمني الممتد إجراء فحوصات وتدخلات جراحية، مثل تنظير القولون، للكشف عن الأورام ما قبل السرطانية ومعالجتها.
الوقاية ضرورية نظرًا لخطورة سرطان القولون المتقدم وصعوبة علاجه في مراحله المتأخرة. يُعد الكشف المبكر من خلال تنظير القولون أمرًا بالغ الأهمية. على الرغم من وجود تقنيات فحص متقدمة، إلا أن العديد من العوائق، مثل عدم ظهور الأعراض، وأنماط الحياة المزدحمة، والمعتقدات الثقافية، تعيق معدلات الكشف المبكر.
أظهرت منتجات الألبان، وخاصةً قليلة الدسم والغنية بالكالسيوم وفيتامين د، تأثيرات مضادة للسرطان. كما تُعدّ مكملات الكالسيوم مهمةً للجهاز المناعي. تُعزز الحبوب الكاملة والحبوب الغنية بالألياف، وهي مصادر جيدة للمغنيسيوم، حركة الأمعاء وتُقلل من احتكاك البراز ببطانة الأمعاء.
الفاصوليا والبقوليات والعدس وفول الصويا غنية بالألياف والبروتين وفيتامين هـ، وهو مضاد للأكسدة. الفواكه والخضراوات بألوان قوس قزح مصادر ممتازة للألياف وفيتامين ج ومضادات الالتهاب. الأسماك، وخاصة سمك السلمون البري، غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، المعروفة بخصائصها المضادة للسرطان.
ينبغي استهلاك اللحوم الحمراء باعتدال، بينما صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة على أنها مسببة للسرطان. يمكن أن تساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون في الإصابة بسرطان القولون بسبب زيادة إنتاج الأحماض الصفراوية والالتهابات. كما ترتبط السمنة بخطر الإصابة بالسرطان، ربما بسبب الالتهابات، أو تغيرات ميكروبيوم الأمعاء، أو العادات الغذائية السيئة.
عرض المقدّم أمثلةً لوجبات نباتية متوازنة. وشملت الاقتراحات زيادة النشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي، وتناول كميات وفيرة من الفاكهة والخضراوات، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، وتجنب الإفراط في تناول الكحول، والامتناع عن التدخين.
تعليقات
تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من ترك تعليق.